19- عَنْ
یَحْیَى بْنِ یَعْمَرَ قَالَ کَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِی الْقَدَرِ
بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِیُّ (وفی روایة : لَمَّا
تَکَلَّمَ مَعْبَدٌ بِمَا تَکَلَّمَ بِهِ فِی شَأْنِ الْقَدَرِ أَنْکَرْنَا ذَلِکَ)
فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَیْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْیَرِیُّ
حَاجَّیْنِ أَوْ مُعْتَمِرَیْنِ (وفی روایة: فَحَجَجْتُ
أَنَا وَحُمَیْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْیَرِیُّ حَجَّةً) فَقُلْنَا
لَوْ لَقِینَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ
وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا یَقُولُ هَؤُلَاءِ فِی الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ
فَاکْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِی أَحَدُنَا عَنْ یَمِینِهِ وَالْآخَرُ عَنْ
شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِی سَیَکِلُ الْکَلَامَ إِلَیَّ فَقُلْتُ أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ یَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ
وَیَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ وَذَکَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ یَزْعُمُونَ
أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ (وفی
روایة : لَقِینَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَذَکَرْنَا
الْقَدَرَ وَمَا یَقُولُونَ فِیهِ فَاقْتَصَّ) قَالَ فَإِذَا لَقِیتَ
أُولَئِکَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّی بَرِیءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّی
وَالَّذِی یَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ
مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى یُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ
ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَیْنَمَا نَحْنُ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ
طَلَعَ عَلَیْنَا رَجُلٌ شَدِیدُ بَیَاضِ الثِّیَابِ شَدِیدُ سَوَادِ الشَّعَرِ
لَا یُرَى عَلَیْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا یَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى
جَلَسَ إِلَى النَّبِیِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ
رُکْبَتَیْهِ إِلَى رُکْبَتَیْهِ وَوَضَعَ کَفَّیْهِ عَلَى فَخِذَیْهِ وَقَالَ یَا
مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِی عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَیْهِ وَسَلَّمَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَتُقِیمَ
الصَّلَاةَ وَتُؤْتِیَ الزَّکَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَیْتَ إِنْ
اسْتَطَعْتَ إِلَیْهِ سَبِیلًا قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ یَسْأَلُهُ
وَیُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ الْإِیمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ
بِاللَّهِ وَمَلَائِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ خَیْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ
الْإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ کَأَنَّکَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَکُنْ
تَرَاهُ فَإِنَّهُ یَرَاکَ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا
الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ
أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ
الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ یَتَطَاوَلُونَ فِی الْبُنْیَانِ قَالَ ثُمَّ
انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِیًّا ثُمَّ قَالَ لِی یَا عُمَرُ أَتَدْرِی مَنْ
السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِیلُ
أَتَاکُمْ یُعَلِّمُکُمْ دِینَکُمْ.